في العهد الجديد من الكتاب المقدس يوجد أربع شهادات مضمونها رسالة واحدة كتبت بواسطة أربعة أشخاص وتسمى أناجيل. وكلمة إنجيل تعني بشارة أو خبر مفرح أو سار وهي مترجمة من اللغة اليونانية.
كتب الأناجيل الأربعة: متى، مر قس، لوقا، ويوحنا. وهم من رسل سيدنا يسوع المسيح. كتبوا كلهم عن حياة المسيح وما قام به على الأرض. وبما أن هذه الأناجيل تحمل أسماء كتابها، فهي تعتبر تسجيلات حقيقية من زوايا مختلفة تصف مواقف وأحاديث حدثت في حياة السيد المسيح. وللتبسيط مثلا نأخذ مباراة كرة القدم وأربعة من معلقي التلفزة فكل واحد منهم يعلق على هذا الحدث الواحد بحسب شخصيته و أفكاره وحالته ولغته أيضا. فنفس الشيء بنسبة للأناجيل الأربعة، فهي شهادة واحدة عن حياة سيدنا المسيح من أربع زوايا. فكل واحد كتب بحسب أسلوبه الخاص و حسب ما أوحى الله به بالروح القدوس.
فمثلاً كتب متى الرسول بخصوص المسيح لليهود. لكي يثبت لهم بان المسيح هو المسيا أي الممسوح المكتوب عنة في النبوات بأنه ملك اليهود. فكتب مقتبساً النبي إشعياء الذي تنبأ من قبل سبعة مائة عاماً قبل ميلاد المسيح قائلاً " «هَا إِنَّ الْعَذْرَاءَ تَحْبَلُ، وَتَلِدُ ابْناً، وَيُدْعَى عِمَّانُوئِيلَ!» أَيِ «اللهُ مَعَنَا». متى1: 23. وكتب مرقس بخصوص شخصية المسيح وأعماله المعجزية وتعاليمه. فقد شفى المرضى وغفر الذنوب. فمثلاً قَالَ سيدنا يسوع لِلْمَشْلُولِ: «لَكَ أَقُولُ: قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ، وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!» فَقَامَ فِي الْحَالِ.
أما لوقا الرسول فكتب بالتفصيل والتدقيق عن حياة يسوع المسيح كمخلص وفاد. فعندما دخل المسيح بيت الرجل الخاطئ زكا الذي استقبله بفرح وتاب عن أعماله فقال له المسيح "«الْيَوْمَ تَمَّ الْخَلاَصُ لِهَذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضاً ابْنُ إِبْرَاهِيمَ. فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الْهَالِكِينَ وَيُخَلِّصَهُمْ».لوقا19: 9-10
وأخيراً كتب يوحنا الذي عاش مع المسيح وشاهد معجزاته وأكّد أن كل من يؤمن به سينال الحياة الأبدية. فشهد بقول المسيح لأتباعه «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. يوحنا 14: 6.
وهكذا تشترك الأناجيل كلها في موضوع واحد وبشارة بأخبار مفرحة و سارة وهي أن الله قد أرسل المسيح كمخلص لنا وللعالم كله من الخطية والموت. فهو الذي مات على الصليب من اجل خطايانا، ثم قام. وكل من يؤمن به تكون له حياة الأبدية